الثلاثاء، 12 يناير 2010

سواحل جرحي

كل الورق الأبيض ما عاد يعرفني ، صارت تهزمني كلماتي ، هذا البوح الذي يخترق صمتي الطويل

يسبح في سواحل الجرح في أعماق الوحشة والغربة . الأيام تتشابه . والرتابة . والصيف الساخن يصهر انتظاري البائس على أوراق الأيام . فلا أحلام الطفولة تبلل العطش . ولا المدن الغارقة في الغبار تغتسل بندى النهار . والفراشة الجميلة عاث فيها الإعصار . أسوق مشاعري كقطعان في مرعى الحياة . تأكل العشب من جديد وتكبر من جديد . وتنكسر من جديد . وتنصهر من جديد لأرعى من جديد . وأبحث من جديد عن ذاتي . ألامس الحب في غرف قلبي . وأتذكر ما كان تحت المطر . ما أغدق به طلع الشجر . اختبىء تحت ثقل الحجر كلما لاح فجر . أو مات قمر . يا لهذا الخط الأحمر . يمد خطوطه داخل العمر . وكل إحساس لا يملك الا الفرار . فالمواسم والهزائم واحدة . والملاحم والبراعم واحدة . والأمطار والحمائم واحدة . والدهشة لا تملك أجنحة . تملك صمتا وسقوطا نحو سواحل الجرح . وأنزف ملحاً .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق